كلنا يعرف وسيسطر التاريخ أمطار وسيول جدة المنقوله التي داهمت مدينة جده
غرة صباح يوم الأربعاء الموافق 8/12/1430 هـ والذي يسمى بيوم التروية
ولكن ليس من رأى كمن سمع ومهما تحدثنا فلن نتوقع أو نتخيل عمق مصاب المنكوبين في هذه الكارثه التي أطلق عليها تسونامي جدة وهي بالفعل أقرب لزلزال مدمر منها لفيضان او مطر لم يستمر سوى لثمان ساعات على مدينة كبيرة ومزدحمة بشتى الأجناس من السكان
وكآخر إحصائية من أخبار اليوم كان عدد الغرقى 113 شخص وعدد المفقودين 48 شخص والله أعلم
وهنا جمعت لكم بعض قصص لأناس قضوا واخرى لناس حمتهم إرادة الله :
قصص ومعاناة
الأضرار الناجمة عن السيول
تصرخ الطفلة "مها".. تبكي بأعلى صوت، وتنادي أمها وأباها. وأمواج سيول جدة تلاطمها تارة يمنة وتارة يسرا وفي كل مرة تحاول الإمساك بجثة تمر بجانبها لعلها تتشبث بأمل ينقذ حياتها.. الناس من أعلى أسطح البنايات المجاورة ينظرون إلى "مها" ولكن لا حياة لمن تنادي، لأن الموقف أقوى من أي وسيلة محاولة إنقاذ فهم في حاجة ماسة لمن ينقذهم.. ومع ذلك لا زال صراخها يرن في أذانيهم حتى فجأة اختفى صوتها.
نبيل السلمي موظف في أمن المنشآت انطلق بسيارته من رابغ إلى جدة يريد اللحاق بأسرته التي تسكن في قويزة شرق جدة ليقوم بإنجاز بعض الأعمال والترتيبات الأخيرة لاستقبال فرحة عيد الأضحى المبارك.
وبينما والداه وإخوته على أحر من الجمر ينتظرون وصوله.. انطلق بسيارته لكن قوة المطر جعلته يتوقف لأن الرؤية باتت معدمة، وفجأة بدأت قدماه تبتل بالماء ليجد أن السيول تداهمه ويرتفع منسوب الماء داخل مركبته فلم يجد بد من الصعود إلى سطح المركبة في انتظار من يسعفه لكن سرعة اندفاع السيول كانت أسرع من أي عملية إنقاذ وهنا أدرك أنه غرق لا محالة، فقام بالاتصال بأهله وتوديعهم وهو في حالة يأس وواصل اتصالاته بأقربائه وأصدقائه وزملاءه طالبا منهم السماح وتوديعهم في آخر اتصال على وجه البسيطة وفجأة انقطعت وسيلة الاتصال، ليعتلي بكاء الأهل وكل من عرف بقصة نبيل.
السيول جرفت كل شئ
الأضرار الناجمة عن السيول
سعيد الغامدي لم يكن ابعد حالا عنه، فقد صعد إلى سطح منزله برفقة أسرته ليشاهد مناظر مأساوية والخوف اعتراه من كل حدب وصوب وهو يرى السيول تجرف السيارات والناس تدفعهم المياه بقوة لا حول لهم ولا قوة "من الصعب أن أصف لكم المنظر، فقد شاهدنا الموت بأم أعيننا".
علي الشهري يسكن في الحرازات – شرق جدة- أكد لـ "العربية.نت": "خرجت في السادسة صباحا لأبتع بعض الأغراض الخفيفة وأرجع سريعا إلى منزلي وأسرتي، وفجأة حجزني السيل عند أحدى محطات الوقود، وتوقفت إجباريا وشاهدت مناظر مأساوية فإذا بست سيارات معظمها تحمل أسر تدفعهم السيول حتى اختفوا عن الأنظار وتواصل السيول جرف السيارات وارتعبت أكثر وأنا أراها تجرف سيارة من النوع الثقيل، حيث كانت السيول تدفعها بقوة ولساني لا يكف عن الدعاء.
السكان يشكون من الأضرار
وتابع قائلا"حاولت مرارا الاتصال على أهلي تارة لأطمئن عليهم وتارة أخرى لأطمئنهم عني ولكن في كل محاولة يتعذر الاتصال ولم استطع وصول أسرتي إلا بعد 12 ساعة تقريبا، وهناك زادت مفاجأتي ومعاناتي عندما علمت أن أسرة من 7 أشخاص جيران لأخي جرفتهم السيول وأقيم أول أيام العزاء يوم عرفه".
الحزن يخيّم على "حي النخيل" وأهله ينتظرون المجهول
"هاملت جدة" يروي لـ"العربية.نت" قصص موت الأطفال في السيول
موت 3 أطفال
حصار طويل
قضى المواطن السعودي غسان زكائي 17 ساعة محاصراً مع زوجته وأطفاله بسيول جدة يوم الأربعاء الماضي، وشاهد موت الأطفال في الحي الذي يسكنه. كان يصرخ طالباً الحليب لأطفاله ولكن لا صدى للأصوات في السيول، وصار اسمه الآن في الحي "أبوحليب"، واتصل بالهلال الأحمر والدفاع فردوا عليه بعد 8 ساعات، كما يقول في حديث خاص أدلى به لـ"العربية.نت" الاثنين 30-11-2009.
ويتذكر غسان، الذي فقد منزله وسيارته ويعيش في مزرعة قريبه على طريق مكة، "مآسي السيول" التي كادت تقضي على حياته وأسرته، وحولته إلى "هاملت جدة" الذي أصبح سماع صوت الديك في مزرعة لجأ إليها خبراً مفرحاً بالنسبة له.
يقول غسان متحدثاً عن "سيول الأربعاء" في جدة: بقيت محاصراً 17 ساعة من الصباح إلى المساء وتم إخلائي بطائرة هيلوكبتر. لديّ طفلتان بعمر ست سنوات ورضيع بعمر الشهرين، ومع بدايات ساعات المطر أخليتهم مع زوجتي وصعدنا السطح، ولاحقاً كان ارتفاع السيول التي غطت بيوتنا ثلاثة أمتار ونصف، وبقينا هناك بلا طعام ولا شراب حتى قدوم الإنقاذ.
وأضاف "كنت أعيش في حي النخيل شرقي السليمانية والذي فيه 80 فيلا، ودخل السيل رغم وجود سد مانع له أمام البيوت حيث تجمع واخترق السد، وأغرق الفلل كلها وعدد الضحايا كان 22 شخصاً في الحي، والدفاع المدني وصل في الساعات الأخيرة".
وعن أكثر الحوادث مأساوية في ذلك الحي، يشير غسان زكائي إلى جارته التي كانت تصرخ بأعلى صوتها بعد موت أطفالها الثلاثة وهم نائمون، وأوضح أن الطابق الأول في بيت الجيران مخصص لنوم الأطفال، وفي الصباح جاءت السيول وغمرت الطابق الأول وقضت على الأطفال".
ويضيف "كانت جارتنا تصيح عالياً لكن أحداً لم يرد عليها، ولا يمكن فعل شيء لها لأنه لا توجد خبرة بالتعامل مع هذه الكوارث".
وأشار غسان إلى أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول وجود سكن عشوائي غير مصرّح به بهذه المنطقة "غير صحيح"، مؤكداً أنها "منطقة فلل نموذجية".
وقال أيضاً إن السيول أتلفت جميع فلل الحي وسياراته "كما أن الماء كان خليطاً بالوحل ومياه الصرف الصحي القادمة من أحياء مجاورة انصبت علينا، ما جعل المكان موبوءاً".
حصار طويل
سيارات حي النخيل
بقي غسان مع عائلته على السطح، وهو يصرخ طالباً الحليب لأطفاله، ولكن لم يكن هناك من يجيبه، وصار اسمه في الحي "أبوحليب".
وبعد 8 ساعات من الحصار رد الهلال الأحمر والدفاع المدني على اتصالاته إلا الإنقاذ تأخر أيضاً حتى عشية يوم الأربعاء كما يروي لـ"العربية.نت"، حيث حضرت طائرة هيلوكبتر وأنقذتهم.
وقال إن منسوب المياه تراجع الآن، "لكنْ هناك مياه راكدة وفيها آثار الصرف الصحي، وتحتاج المنطقة إلى حل وقائي عاجل"، على حد تعبيره.
ولاحقاً، توجّه غسان زكائي إلى مزرعة قريبة على طريق مكة، حاملاً معه ذكريات مآسي السيول والأطفال الذين قضوا فيها، باكياً على أطلال فيلته في "حي النخيل".
قصة الطفلة أصيلة
وهذه المأساة رأيتها في الأخبار قبل ساعتين على قناة الإخبارية السعودية وهي مؤثرة بالفعل ومنظر بيتها محزن جدا
بعد قرابة الأسبوع من الأحداث التي عصفت بـ "عروس البحرالأحمر "
اختفت كل قصص الفرح ولا يتداول سكانها عدا قصص الألام والتي تفوح منها رائحة الموت .
كانت " أصيلة " ( والتي تبلغ من العمر 13 عاماً ) في زيارة عائلية مع أسرتها وعندما قرر والدها رحمه الله العودة للمنزل توسلت له ابنته " أصيلة " أن يدعها تنام في منزل " عمها " بعد أن أعياها التعب من ساعات اللهو التي قضتها مع صديقاتها ، وعند إلحاح الطفلة وافق والدها قبل أن يصطحب بقية أفراد العائلة والمكونة من والدها ووالدتها وخمسة من إخوتها ليعود للمنزل والذي يقع في الحي المنكوب " قويزة " .
وعند وقوع الكارثة توجه أقارب والد أصيلة لمنزله بعد أن تعذر بهم الاتصال به ليجدوا البيت خاويا عدا من المياة التي أتت على كل شيء والتي قضت على جميع أفراد عائلتها ،
" الوئــام " تواصلت مع أحد أقارب الطفلة ، والذي قال أنه عند سماع الخبر توجهنا على الفور لمنزل والد " أصيلة " رحمه الله لنجد جثثهم في أماكن متفرقة من الشارع عدا طفلين لم يعثر عليهم حتى الساعة ،
قناة "الإخبارية" بالأمس أجرت لقاءً مع أقارب الطفلة .. وحاولو اجراء لقاء مع الطفلة "أصيلة" التي لم تستطع الحديث من هول الفاجعة .
قصة " أصيلة " بلاشك ليست أبشع القصص ولا أكثرها ألآماً في ظل حجم الكارثة المهول والذي ستكشف الأيام القادمة تفاصيل أكثر بعد أن تهدأ العاصفة .
لا حول ولا قوة الا بالله ..
اللهم ارحمهم جميعا برحمتك .. واكتبهم من الشهداء ,,
آمين
موجة غضب واحتجاج عالفيس بوك
سكان المنطقة يتفقدون الأضرار
وقد عمد كثيرون من سكان جدة الى التعبير عن غضبهم على الانترنت. وانضم اكثر من 11 الف عضو في موقع "فيس بوك" الالكتروني الى صفحة انشئت قبل ثلاثة ايام فقط للتنديد بتردي مرافق الصرف الصحي والبنى التحتية في جدة.
وقال سعود الكاتب، استاذ تقنيات الاعلام وأحد المشاركين في الاحتجاجات على "فيس بوك": "لقد طرحنا هذه القضية منذ سنوات والجميع كان يخشى حدوث مثل هذه الكارثة". واضاف "هناك سبب وحيد لما جرى: الفساد".
وتابع "لقد خصصت الحكومة ميزانية ضخمة (لاعمال الصرف الصحي) غير ان هذه الميزانية تبخرت ببساطة".
وتضمنت الصفحة التي فتحت على "فيس بوك" واطلق عليها "الحملة الشعبية لحماية مدينة جدة"، دعوات عدة لاستقالة مسؤولين في مدينة جد